ما بين المرض واليتم.. حياة عبد الحليم حافظ خلف أضواء الشهرة
يحتفي موقع صدى البلد بذكرى وفاة الفنان الراحل
عبد الحليم حافظ الـ 44، لمدة ثلاثة أيام متتالية، حيث من المقرر
أن تحل ذكراه غدا الثلاثاء الموافق 30 مارس.
تغنى عبد العندليب حافظ طوال مشواره حياته
بالعديد من الكلمات الرومانسية والعاطفية المبهجة، لكنها لم تكن دائما معبرة عن
شخصيته وتجربته التي كانت آلامها أكثر من لحظات السعادة والانتصار.
نجح صوت العندليب في إثبات مكانته في المجتمع
والوسط الفني، وأصبح منذ الأربعينيات وحتى اليوم فريدا من نوعه، وواحدا من القلائل
الذين بقيت سيرتهم ممتدة وعالية في الأفق.
ولكن هل كما يقولون من رحم المعاناة يولد
الألم؟، الإجابة في حالة عبد الحليم حافظ إيجابية بالتأكيد، فمن المعروف عنه
معاناته طوال حياته منذ ولادته وحتى لحظاته الأخيرة.
ولد عبد الحليم حافظ يتيما، فهو الشقيق
الأصغر لأربعة أبناء فقدوا والدتهم بعد قدوم ولادة حليم بأيام، وقبل أن يتم عامه
الأول، توفي والدهم أيضا، فأصبحت هذه العائلة الصغيرة في مواجهة تحديات الحياة
بمفردهم في سن صغيرة.
تنقل عبد الحليم وأشقائه للإقامة عند أقاربهم،
حتى آلت الأمور إلى العيش بمفردهم تحت رقابة بعيدة من الخال، ولعبت شقيقته عليه
دورا كبيرا في تنشئته وتعويضه عن الحرمان الذي كتب عليه منذ يومه الأول.
نشأ حليم في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية،
وكان يجد سلواه في اللعب مع أطفال القرية، وكانت لحظاته المفضلة العوم في الترعة،
فأصيب بمرض البلهاريسيا الذي لازمه بقية حياته ولعب دورا كبيرا في تدمير حياته.
أجرى عبد الحليم على مدار مشواره الذي استمر
48 عاما، عشرات العمليات الجراحية، وقضي أكثر من نصف عمره في رحلة علاج متواصلة،
يتخللها لحظات من النجاح والشهرة.
لم تترفق البلهاريسيا بعيد الحليم حافظ،
وهاجمته بشدة حتى أصابة كبده بمضاعفات شديدة، وأحدثت نزيف بالمعدة، ونحافة مستمرة
نتيجة العلاجات والأدوية وحاجته الدائمة للقيء ورفض الطعام.
حول عبد الحليم إيجاد حلول عديدة لأزمة
الصحية، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عملية جراحية لكن نتائجها لم
تكن كما المرجو منها، فاستسلم للحظات الآلم والمعاناة التي كانت تتخلل رحلاته
الغنائية وحفلاته، وكان من يعمل معه يتابع جيدا مع طبيبه الخاص للحفاظ على صحته أثناء التصوير وتسجيل الأغنيات.
أصيب عبد الحليم حافظ بنزيف شديد بعد إحدى
حفلاته بالمغرب، وحجر أسبوعان بالمستشفى قبل أن يسافر إلى باريس لتلقي العلاج عام
1972، واضطر لحقن دوالي المريء لمنع النزيف.