آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

إخفاقات الوحدة العربية.. وتبرير الفشل!!

في ظل هذا المنعطف الخطير وخضم ذلك التشرذم العربي الملتهب نجد الأمة العربية مازالت تعاني أزمة اندماج وطني تتفاقم وتهدد بزوال بعض الدول وتفتيت البعض الآخر، وهو ما يزيد حال البقاء أسيرة هذا الانقسام العربي، ما يشير الي النجاح الكبير الذي حققه أعداء الأمة، ومثل هذه الكوارث الجوالة جعلت من الواقع العربي الراهن، المشهد الأكثر بؤسا في تاريخ العرب، خصوصا في ظل الغياب الكامل للإرادة العربية وضياع البوصلة الوطنية، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي أدت وتؤدي لفشل العديد من مشاريع توحيد الأمة.

ولفهم الأسباب الكامنة وراء هذا التخاذل الرسمي لهذا التشرذم  العربي، يتبين أن أهم العوامل التي أدت الي إخفاق عدة تجارب للوحدة العربية هو أنه لم تجري فعليا أي محاولات حقيقية لتوحيد الأمة، ويرجع ذلك في الأساس إلى أنه لم تدرس مسألة الوحدة بعناية ولم تهيئ الظروف الموضوعية التي تضمن استمرارها، ومعظمها جاء كمحصلة لاندفاع عاطفي دون دراسة علمية لكافة العوامل التي تحيط بظروف نشأتها.

علاوة علي غياب الإرادة السياسية والاستراتيجيات العربية الكافية التي تأخذ اتجاهات متعارضة مع مصالح وأهداف كل دولة.

والشيء المخزي والمخيف لفشل كل محاولات توحيد الأمة هو عدم وجود نوايا حقيقية بسبب الاعتقاد الراسخ في ذهنية بعض النظم العربية التي تريد أن تفرض فهمها للوحدة من ناحية وترفض تقديم أي تنازلات لصالح كيان عربي قوي وموحد لخدمة مصالح شخصية والتكالب على المناصب من ناحية أخري.

ولعل المثير للدهشة، الفاجعة الكبري التي أصابت الأمة هو عامل الخوف من مواجهة أي عدو يرفض توحيد الأمة، لذا آلت بعضها إلى تجمعات إقليمية هشة لا تنسجم، بل تتناقض مع مفهوم التكامل العربي المشترك، ومعظمها أتى تعبيرا عن تكتلات سياسية فاشلة خلفت إحباطات وانتكاسات لا زال يعاني العرب تداعياتها، حتي أصبح أقصى طموحهم استمرار وحدة الدولة والحفاظ عليها من مواجهة رياح التقسيم العرقي والطائفي والثقافي المذهبي فقط.

وفي ظل هذا التيه في عتمة الصحراء الممتدة بلا نهاية نعطي الفرصة التاريخية وننعش أحلام التدخلات الخارجية في ديارنا العربية من كل الإتجاهات والبوابات.

نعم الواقع يشير إلى أن العرب هم من يتحملون سبب إخفاقاتهم غير غافلين بالطبع التأثير الخارجي الذي ساهم بدور ثانوي،فلا بناء ياسادة إلا بعد أن نزيل الأنقاض ونمهد الأرض ونحفر للأساس القوي المتين،وخصوصا بعد قرن الفشل الإستراتيجي العربي”القرن العشرين”،والبدايات العنيفة لهذا القرن الجديد الذي يبدو العالم العربي فيه مسرحا و ملعبا للنفوذ العالمية،وليس فاعلا في تقرير مصيره.

صفوة القول،وبعيدا عن الشعارات،ألا تعتقد إنه لمن العبث أن يرجو العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضا أو ما يشبه النهوض،قبل أن يفكوا عن عقولهم تلك القيود،وهو ما يجعلني أؤكد بشدة،إنه لمن العجز أن نرمي خيباتنا على الأخرين،بدلا من الإعتراف أن فشلنا أمام أعدائنا سببه نحن أولا وأخيرا،وضرورة أن نتخذ من الفشل سلما للنجاح ومن الهزيمة طريقا الى النصر،ولذلك لابد مراجعة عميقة وشاملة لأوضاعنا،بإطلاق فكر جديد حر تنويري لعلاج الخلل،والإيمان بقدراتنا،وتحمل المسؤولية بالإعتراف بأخطائنا أولا،ومن ثم يتم وضع إستراتيجية عاجلة للحفاظ على ما تبقى من الجسد العربي الهزيل،وإلى مزيد من الشفافية بين الحكام والمحكومين،وعدم الإستئثار بآراء مفكرينا الوطنيين المهتمين بشئون الأمة وحمايتها،حتي لا يؤدي في النهاية إلى نشأة جيل جديد يصعب السيطرة عليه،ويساهم في توفير بيئة خصبة للإرهاب الفكري وإنتقال الفشل وإستنساخه من دولة إلى أخرى.

فلا يمكن القول بأن هناك رؤية واضحة للعالم العربي المعاصر أمام تداعيات غياب الحصانة الذاتية في ظل محاولات قوى ماسونية عالمية دجالة لفرض معادلاتها على أمن الأراضي العربية،ولكن لا بديل من صياغة مشروع وطني إستراتيجي عربي قومي جديد،ممثلا لكل أطياف المجتمع العربي،من خلال برنامج عملي للتجديد الفكري في ضوء ما آلت إليه من شيخوخة متأخرة وكهولة أصابت حيويتها يبدأ بالحد الأدنى،ويتطور مع الأخذ بالحسبان أن للعالم العربي رصيدا حضاريا كبيرا في الدوائر السياسية التي تحيط به، ومع هذا الحد المعقول من التجمع الإستراتيجي الداخلي ستصبح الفرصة سانحة أمام التفاعل الحضاري مع الصدقات الدولية،وهذا كفيل بأن يجعل العرب قوة لا يستهان بها.

في الختام،لابد من التنويه إلى أنه من الصعب معرفة وقت الخلاص في كل الديار العربية الغارقة في حمام الدم،ولكن ما نستطيع الرهان عليه أن هناك مشروع ماسوني صهيوني عالمي دجالي شيطاني قذر يهدف للسيطرة المزعومة على العالم وخصوصا الأراضي العربية،وسيأتي الوقت الذي تنتصر فيه الهوية الوطنية العربية،وتهزم الهوية البديلة الآتية على طوق هذا المشروع المشبوه،وما يجب التأكيد عليه أن مصير هذه المنطقة سيبقى بيد أبنائها،وأن هذة المخططات الشيطانية الدجالة ليست قدرا دوليا،ولن تمر على حساب وحدة شعوب الدول وأراضيها،ولم ولن تنجح مخططاهم للنهاية في ظل وجود(العملاق المستيقظ من سباته)مصر الدرع الواقي للأمة العربية،فإصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدوا فأنتم الأعلون،إنه وعد الله وبشارة رسوله بالنصر والتمكين لهذة الأمة.

ولا يسعني إلا أن آمل أن أكون قد ساهمت بشكل محدود وبسيط في الإجابة على سؤال يقض مضاجع أبناء الأمة،وهو لماذا الوحدة العربية،وما هي المعوقات التي تقف في وجهها،إنها مجرد أفكار لإثارة النقاش من أجل مخاض وحدوي إستراتچي عربي جديد أشعر أن بعض مؤشراته قد بدأت في الظهور.

وهو ما يدفعني أختم مقالي

 بسؤالا حائرا من الأجداد الي الأحفاد 

سوف أضعه بين أيديكم وسأترك مشاركاتهم تتفاعل:

إذا كنا نحن الأجداد العرب قد أبدعنا فمن حقنا عليكم أيها الأحفاد أن تحافظوا علي إبداعاتنا

فما مقترحاتكم للحفاظ علي رصيدنا وتاريخنا وتراثنا الحضاري القديم؟!.

وما السبيل إلى تحقيق تدابير واستراتيجيات عاجلة للحفاظ على ما تبقى من الجسد العربي الهزيل؟!.

وإذا كانت كل الإنجازات البشرية عبر مختلف الحقب التاريخية مجرد أحلام ومعظم الاختراعات العلمية ما هي إلإ تصورات

 فهل يمكن أن يتحول حلم الوحدة العربية مستقبلا

 من مجرد يوتيوبيا وميثولوجيا إلى واقع أم أصبح حلما عربيا قد تبخر تماما؟.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock