صور| بين الميلاد والتنصيب.. أسرار تعامد الشمس على أشهر المعابد الأثرية
من المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بضوء الشمس وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، وذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللا حركة، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة خاصة في فصل الشتاء ، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.
تسلط " بوابة أخبار اليوم " الضوء على تعامد الشمس على المعابد وحصر بعدد المعابد التي تتعامد عليها الشمس خلال العام ، وعن أشهر معابد تعامد الشمس، ومن خلال السطور التالية :
وقال الخبير الأثري مجدي شاكر، إنه يرجع الفضـل لإحياء العلوم الفلكية في مصر القديمة الى عالم الفيزياء الفلكية البريطاني سير " نورمان لوكير "عندما نشر كتابه فجر الفلك في عام 1894، حيث أشار الى التوجيهات الفلكية لمحاور المعابد المصرية يثبت العبقرية المصرية القديمة في فن العمارة .
وأضاف شاكر، أن الضوء والماء هما عنصرا الحياة في مصر القديمة فالضوء هو "رع "والمــاء هو "نون الازلى" الذي انبثقت عنه الحياة، كما أن عبقرية المصري القديم جعلته يتتبع تلك الظاهرة الفلكية وهذه الرحلة تعبر عن مراحل الحياة الإنسانية ومراحل حيـاه الشمس وتمثل البداية والظهور التي أطلق عليها المصري كلمة "خبر" بمعنى الظهور.
كانت المعابد والمقاصير برزخ سماوى يصل بين العالم السفلى والسماوي وكان المعبد هو المعبر الوحيد الذي يسلكه قرص الشمس ومعبودة المقدس رع في رحلاته الليلية والنهارية بين كلا العالمين برفقه إتباعه من النجوم وأرواح الملوك والأبرار.
ولم تكن الاتجاهات الطبوغرافية عند المصري القديم ذات أهمية قصوى ليتوجه إليها بمعابده إنما يتجه للكيانات السماوية كالشمس والقمر والنجوم وكان الاتجاه الأكثر قداسة هو الجنوب حيث مصدر الحياة والتجدد حيث مصدر نهر النيل واتجاه الشمال موطن الفردوس السماوي إما الشرق والغرب ارتباطا بالشمس وفضل الغرب حيث عالم الموتى.
معبد أبو سمبل:
على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل الكبير مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة.
وأضاف أن القدماء المصريين جعلوا هذه الفتحة ضيقة، بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيراً قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.
أشار شاكر الي أن هذه الظاهرة تأتى لتؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم أجمع وامتلاكهم لفنونه وأسراره ،كذلك اعتادت زوجات الملوك في مصر القديمة تقديم الكعك كقربان للكهنة في يوم تعامد الشمس قبل الغروب بلحظات على قمة الهرم الأكبر يوم الاعتدال الربيعي 21 مارس، حيث كان المصريون يجتمعون في احتفال رسمي؛ لمشاهدة تلك اللحظة التي عرفت باسم ليلة الـــرؤية والتي أطلقوا عليها عيد شمو، وتعني بعث الحياة، ثم حرفت بعد ذلك إلى اسم «شم النسيم».
معبد الكرنك:
كان الهدف من تقديم هذا القربان تأكيد الإيمان بقوة وسلطة الإله رع، وجلباً لرضاه وتحاشياً لسخطه ،كذلك اليوم 21 ديسمبر تتعامد الشمس فى ظاهرة فلكية نادرة على معبد الكرنك بالأقصر ففى يوم 21 ديسمبر من كل عام"بداية فصل الشتاء"، ويعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ومعبد الكــرنك هو المعبد الوحيد فى مصر الذى يمكن رؤيـة قرص وضوء الشمس في ذلك اليوم بداخله.
وفى الساعة السادسة و 45 دقيقة صباحا ستشرق الشمس في معبد الكرنك بحيث يرى قرص الشمس وهو يتوسـط البوابة الشرقية للمعبد والتي تقع على المحور الرئيسي له و الذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، والذي يحدد فلكـياً بيوم الانقلاب الشتوي وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالمعبد"الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس"وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار في حوالي الساعة 12 ظهرا.
معبد قصر قارون بالفيوم:
وهذا التوقيت تبدأ الشمس رحلتها من أدنى ارتفــاع لها من الأرض لترتفع بالتدرج في الأفق لتصل الى أقصى ارتفــاع لها يوم 21 يونيو من كل عام" الفصل الصيفي "، تلك الظاهرة التي تحـدث يوم الانقلاب الشتوي تختلف في معبد الكرنك عنها في معبدي قصر قارون بالفيوم.
معبد حتشـبسوت بالدير البحري :
ومعبد حتشـبسوت بالدير البحري في البر الغربي بالأقصر ، حيث يرى الزائرون والمتابعون لتلك الظاهرة ضوء الشمس الذي ينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة وفى نفس اليوم أيضا تتعامد الشمس علي قدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم وإضاءتها لمقصورات الإله سوبك "التمساح " المعبود المحلي للفيوم معبد قصر قارون .
كما يذكر في المصادر الأثرية هو معبد من العصر اليوناني الروماني وخصص لعبادة الإله سوبك و"ديونيسيوس" إله الخمر والحب "عند الرومان" ولكن سكان المنطقة في العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ والتى تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها في البداية بحيرة القرون.
و ايضأ قدس الأقداس بالكامل، هذه الظاهرة تستمر من 5 الى 7 دقائق .. ثم بعدما يزداد الضوء بيعمل شبه دائرة تشبه قرص الشمس مركزه على منتصف الحائط تقريبا وفى الأرض علامة الأخت فمن يراها تمثل له علامة الأفق الأخت جبلين بينهما قرص الشمس في الغروب .
أشهر معابد تعامد الشمس:
وكذلك ماميزي «مقصورة الولادة» بمعبد دندره بقنا وماميزي " مقصورة الولادة" بمعبد ادفو ومعبد كلابشه بأسوان ومعبد قصر غويطة بالخارجة ومعبد دير الحجر بالداخلة تحدث بهم نفس الظاهرة في أوقات محدده من العام وارتبطت كلها بالزراعة وموسم الحصاد وهو الموسم التي ارتبطت به كل أعيادهم الدينية والحياتيه.