آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

مديح حدد موعد زفافه وخرج في رحلة صيد ولم يعد.. مات قبل فرحه بشهر – المحافظات

كانت عقارب الساعة تشير للثامنة مساءً، ارتدى مديح محمد محمد عيسى، البالغ من العمر 27 عاماً، ملابس أنيقة وذهب برفقة والده وشقيقه إلى منزل العروس لتحديد موعد زفافه بعد خطبة دامت فترة، ليُحدد الموعد بعد شهر حينما ينتهي من آخر رحلة صيد في عرض البحر بمحافظة السويس، ليوفر تكاليف آخر متطلبات زفافه، كان فرحاً وجلس مع عروسه ليتناقشا في آخر ترتيبات الزفاف، بعدها ذهب لمنزله ليحضر نفسه للذهاب إلى رحلة عمله قبل موعد زفافه، لكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وصل مديح إلى منطقة الزعفرانة بمحافظة السويس، حيث يعمل صياداً على مركب تُسمى “هاني أبو العنين”، كان يمارس عمله بشكل طبيعي إلا أن سقط في البحر لتتعالى صرخات من حوله لكنهم لم يستطيعوا إنقاذه.

في منزل بمدينة برج البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، اتشح قاطنوه بالسواد حزناً على غرق الشاب، يجلس أهله رافضين استقبال العزاء قبل استخراج الجثمان ودفنه، مؤكدين أنهم خاطبوا المسؤولين بمحافظة السويس للبحث عن جثة نجلهم دون فائدة، مطالبين بالبحث عن الجثمان الذي فُقد بعرض البحر منذ 4 أيام، وذلك قبل تحلله “نفسنا نجيب جثة ابننا، خلاص راح عند ربنا بس دفنه هنا هيبرد نارنا، غرق في البحر وبلغنا كل المسئولين ومحدش اتحرك، مش عارفين نطلعه”، بهذه العبارات عبر والد الشاب الغريق عن حزنه لعدم استخراج جثمان نجله بعد 4 أيام كاملة من الغرق.

بدموع لم تنقطع يروي والد الغريق، مأساته قائلاً “كان فرحان قبل ما يسافر وكأنه كان بيودعنا، فجأة مشي بعد ماحددنا فرحه، وقال إن دي آخر رحلة لمدة 20 يوم قبل الزفاف، وفي نفس اليوم جالي اتصال من أحد العاملين على المركب معه، يخبرني أن نجلي سقط من المركب في عرض البحر، ولم يستطيعوا إنقاذه وجرى البحث عنه وإبلاغ سلطات ميناء السويس، الا ان جثمانه لم يخرج حتى الآن”، مناشداً رئيس الوزراء ومحافظ السويس ومسئولي الصيد بالبحث عنه.

يوم الجمعة الماضية، دق هاتف والد الشاب الغريق، أحد الأشخاص يخبره أن نجله سقط من المركب في عرض البحر، غرق ولم يستطع أحد إنقاذه، حينها كانت فوزية محمد عمارة، والدة الشاب الغريق تجلس بجوار والده لتسقط على الأرض مغشياً عليها بعدما سمعت بغرق ابنها، دقائق من فقدانها الوعي لتنهار مرة أخرى وتهذي بكلمت غير مفهومة “راح لقدره، ابني حبيبي العريس راح لقدره، أنا عاوزة ابني، إن كان حي هاته وإن كان ميت هاته، راضيين بحكمتك يا رب، كان نفسه يفرح، راح حدد فرحه وكان مبسوط، يا رب إحنا عاوزين جثته”.

والدة الغريق: “نفسي آخده في حضني للمرة الأخيرة.. ربنا ميطولش علينا”

تحول منزل الشاب الغريق، لسرادق عزاء، السيدات اتشحن بالسواد، والرجال يبكين على العريس الذي ذهب ولم يعد، تقول والدة الغريق “مش طالبة أي حاجة غير ابني حي أو ميت، نفسي آخده في حضني للمرة الأخيرة، يا رب يلاقوه، يا رب ميطولش عليه يا رب، أجبر بخاطرنا، الناس مش عارفين يوصلوا ليه، أخوه منعم راح يدور عليه، جاب دهبه وجهازه وحددنا ميعاد فرحه، مقدرناش نفرح، كان كل حاجة ليا، وعاوزة جثته ادفنها جنبي علشان ارتاح، لما يوحشني أروح أبص عليه”.

“بدور عليه بمركبين، لكن إحنا مش قادرين نلاقيه، لازم غواصين متخصصين، طلبنا من مسؤولي ميناء السويس بالاستعانة بمتخصصين للبحث عن جثمانه”، بهذه الكلمات شرح منعم محمد شقيق الصياد المتوفى، ما يجرى عمله خلال هذه الأيام قائلاً: “إحنا بندور بشكل فردي، المركب اللي أنا شغال عليها ومركب تانية طلعنا نعمل تمشيط، ولكن مش عارفين نوصل لحاجة، نحن بحاجة لغواصين متخصصين للبحث عن الجثمان قبل التحلل، منطقة الزعفرانة بها متخصصين للبحث عن ضحايا الغرق، أنا نفسي أرجع بجثة أخويا علشان ارتاح، مبقاش حاسس بالذنب إني فشلت ألاقي جثته”، مطالباً المسئولين بالاستجابة لنداءاتهم “يا ريت المسئولين يستجيبوا ويجيبوا متخصصين للبحث عن جثمان أخويا”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock