كورونا يخطف شاب بعد وفاتة والده بعد 20 ساعة في كفر الشيخ – المحافظات
تعلق قلبيهما بـ« بيوت الله»، فصارا جابرين لخواطر الناس، كانا يصالحان المتخاصمين، ويردان المنفصلين، ويحاولان تقريب وجهات النظر بين المتناحرين، فحزن الأهالي عليهما حزناً شديداً، وكان مشهد وداعهما يليق بهما.
«حميدة عبد السيد»، ونجله الشيخ «محمد حميدة»، خطفهما الموت متأثرين بإصابتهما بفيروس كورونا، ليرحل الابن بعد والده بنحو 20 ساعة فقط، ليتركا حزناً كبيراً بين أهالي قرية 8 العنابر التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ.
قبل أيام قليلة كان الشاب محمد حميدة، الذي لم يتجاوز عمره الـ45 عاماً، يجلس بين الناس لمصالحة طرفين متخاصمين، ليشعر بآلام حادة، شخصها الأطباء كإصابة بفيروس كورونا، ليخضع للعزل المنزلي قبل أن تتدهور حالته ويُنقل إلى احد المستشفيات بالمحافظة، ليفاجئ بعدها بأيام قليلة بإصابة والده الذي تجاوز عمره الـ70 عاماً، بنفس الفيروس، لكن الأخير تدهورت حالته ونُقل إلى مستشفى كفر الشيخ العام، ليُصاب بجلطة ويتم إيداعه بالرعاية المركزة، قبل أن يلقي ربه داخل المستشفى متأثراً بإصابته بالفيروس اللعين.
لم يتحمل الابن الشاب صدمة وفاة والده الذي كان بالنسبة له ولأشقائه الأب والأم بعد وفاة والدته منذ سنوات، ليفارق الحياة بعد والده بنحو 20 ساعة، ليتم توديعه في مشهد مهيب من أهالي القرية والقرى المجاورة، ويبكيه الكبير قبل الصغير، وفق أحمد دسوقي، احد أقارب المتوفيين.
« قولوا لأبويا لو مات هموت، مش هتحمل فراقه ومش هعرف أعيش من غيره»، تلك كانت أخر كلمات الابن الشاب ، قبل وفاته وحينما علم بتأخر حالة والده داخل الرعاية المركزة، وحاول الخروج للإطمئنان عليه إلا أن الأطباء لم يسمحوا له، ليتوفى بعد والده بـ20 ساعة حزناً على فراقه ولتدهور حالته، وفق دسوقي: « أبوه كان بالنسبة ليه ولخواته كل حاجة، ورفض يتجوز بعد وفاة والدتهم من سنوات، وكانوا عايشين لإسعاد الأخرين، بيقعدوا في جلسات عرفية للصلح بين المتخاصمين، وبيعملوا خير، وقلوبهم كانت متعلقة بالمساجد، لدرجة أن الحاج حميدة ليه كرسي في أحد المساجد القريبة من بيته بيصلي عليه علشان مبيقدرش يوطي»، وفق أحمد دسوقي.
ترك الشاب ووالده حزناً كبيراً بعد فراقهما،« دفنا عم حميدة الأول وبعدها بساعات قليلة قالولنا محمد مات، الناس زعلت لكن ودعهما وداعاً يليق بهما، محمد ةمتحملش الصدمة فمات بعد ابوه ودفنه في مقبرة مجاوره».