الطرق على النحاس «الريبوسيه».. إبداع ذوي الهمم في الحديقة الثقافية – مصر
تشهد احتفالات ليالي رمضان الثقافية، التى ينظمها المركز القومي لثقافة الطفل بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، تحت عنوان «أهلًا رمضان» إقبالًا ملحوظًا من الأطفال، منذ انطلاقها في 8 رمضان الموافق 20 أبريل الجاري مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وخلال انطلاق الفعاليات تلاحظ مشاركة عدد كبير من ذوي الهمم، وقال الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس المركز، في تصريحات صحفية إن قسم ذوى الهمم، أحد الأقسام المهمة جدا ضمن أنشطة الحديقة الثقافية، وقد كان الأطفال يمارسون الأنشطة بالحديقة قبل جائحة كورونا، ثلاثة أيام فى الأسبوع، ويتم اختيار الأنشطة المناسبة لكل منهم على حسب نوع الإعاقة، سواء كانت حِرفًا أو رسمًا أو فنونًا أخرى، كالغناء أو الاستعراضات، ولهم برنامج جيد ومتكامل باستمرار سواء فى الحديقة الثقافية أو فى مركز ثقافة الطفل طوال العام.
كما أشار «ناصف» إلى أنه فى الفترة المقبلة سيتم الاتفاق مع مجموعة من المتخصصين حتى يقوموا بتدريب ذوى الهمم على الأعمال الفنية والورش، بالإضافة إلى المتعاونين الحاليين، وقد تمت استعانة المركز أكثر من مرة ببعض الفنانين والمخرجين فى ذلك، وهؤلاء الأطفال لهم كذلك برامج على قناة المركز القومى لثقافة الطفل على اليوتيوب، معربًا عن سعادته بمدى ارتباط هؤلاء الأطفال بالحديقة الثقافية حتى أنهم يعتبرونها بيتهم الثاني، مشيرًا إلى مدى ارتباطهم بالمشرفة المسئولة عن هذا النشاط، منال منيب، مضيفا «نحن فى المركز سعداء بهم ونرى أن هذا من الأنشطة المهمة جدا لدينا».
ومن بين الأنشطة التى تعد مظهرًا مهمًّا من مظاهر التمكين الثقافى ورشة «الريبوسيه»، الطرق على النحاس التى يقدمها الدكتور جلال عبدالخالق، للأطفال من ذوي الهمم، سواء من أصحاب الإعاقات الذهنية، وهؤلاء يحتاجون معاملة خاصة جدًّا للحفاظ على مشاعرهم، والاحتفاظ باهتمامهم لأطول وقت ممكن.
وأشار «عبدالخالق»، أن مصر هى الدولة الأولى فى العالم التى استطاعت تدريب ذوي الهمم على «الريبوسيه»، وتم تسجيل براءة الفكرة فى المصنفات الفنية، مع التمكين الثقافى لمختلف فئات ذوى الهمم سواء من المكفوفين أو الصم والبكم أو ذوي القدرات الذهنية المحدودة.
وأشار إيهاب فؤاد، من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأحد المسئولين عن الورشة، إن نشاط الورش يمتد حتى الرابع والعشرين من رمضان، ويتضمن ثلاث ورش، إحداها الطرق على النحاس لخمسة أيام متصلة، ثم تبدأ بعدها ورشة الحلى وكيفية استخدام الخرز فى صنعها، وتستمر كذلك خمسة أيام، ثم تأتى أخيرًا ورشة الخيامية التى تمتد لخمسة أيام أخرى.
كما قال وليد ممدوح، إن نشاط الحديقة الثقافية التابع للمركز القومى لثقافة الطفل مستمر طوال العام، ولا يقتصر على الورش المقامة فى رمضان، وكذلك الفعاليات التى تتم بمقر المركز القومى لثقافة الطفل، سواء لذوي الهمم أو لغيرهم من الأطفال.
وقالت منال منيب، المشرفة على القسم، إن قسم ذوي الهمم يقوم بتنمية مهارات الأطفال، وتم عمل فريق كشفي بالحديقة لكى يتعلم الأطفال الاعتماد على الذات، كما تم عمل فرقة استعراضية الجميع يشترك فيها، كل حسب طبيعة إعاقته، وأيضًا تم اشتراكهم فى المسرح الأسود، وكذلك يتم اشتراكهم فى المسابقات الفنية على مدار العام، وفاز بعضهم بالميداليات الذهبية والفضية، كما تم عمل برنامج «عباقرة ذوي الهمم» على قناة المركز باليوتيوب، مشيرة إلى أن هناك فريقا من ذوى الهمم يقومون بالطرق على النحاس، وبصفة عامة يعمل المركز على اكتشاف مواهبهم وتوظيفها فى مكانها المناسب، لافتة إلى أن رئيس المركز القومى لثقافة الطفل يبذل أقصى جهده لتوفير المكان المناسب والخامات المناسبة لتدريبهم، سواء بالحديقة أو بمقر المركز.
وأكدت أن أولياء أمور الأطفال من ذوي الهمم متعاونون جدا، والجميع يساعد بعضهم بعضًا بحب متبادل.
وقد أقام المركز مسابقة «الإبداع والابتكار» لذوى الهمم، وقد شارك العديد منهم فى المسابقة، كما أن هناك مسابقة دولية لذوى القدرات الخاصة عن التصوير الفوتوغرافى كذلك.