أبو المجد: مستشفى أسوان الجامعي لم يستقبل إصابات بالفطر الأسود – المحافظات

انتشرت فى الساعات الأخيرة بعض الأنباء عن ظهور حالة مصابة بالفطر الأسود بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، أعلن عنها الطبيب محمود خليفة على موقع الفيس بوك، ونفى الدكتور إيهاب حنفي وكيل وزارة الصحة بأسوان ظهور أي حالة، مؤكدًا أنه لم يبلغ رسمياً حتى الآن بأي حالة مصابة بالفطر الأسود، بينما قال الدكتور عصام أبو المجد رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى أسوان الجامعي، إن المستشفى لم تستقبل أي حالة في الأيام السابقة تحمل هذا المرض وحتى اليوم، وإن الطبيب الذي تحدث عن وجود حالة في عيادته بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، يتكلم عن عيادته الخاصة، ولا يتكلم بلسان المستشفى الجامعي من قريب أو بعيد.

التواصل مع الطبيب

وتابع أبو المجد: «تواصلت مع الطبيب فأفاد أنه نظر الحالة منذ أسبوعين وليست حالة مصابة بفيروس  كورونا  المستجد، وإنما هي بالفعل تعاني من التهابات فطرية في الجيوب الأنفية».

معلومات عن الفطر الأسود

وقال رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة  بمستشفى أسوان الجامعي، الحقيقة: «الفطر الأسود ليس أسود و غير معد و نادرا ما يصيب مرضى الكورونا نتيجة ضعف المناعة الشديد، وكثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الفطر الأسود (Mucormycosis) في كل أنحاء العالم مع ملاحظة زيادة حدوثه تزامنا مع استمرار موجات الكورونا المتتالية، وحقيقة الأمر أن ما أطلق عليه بالفطر الأسود ليس أسود اللون ولكن اطلق عليه هذا الاسم نظرا لأنه يتسبب في تلون الأنسجة التي يصيبها إلى اللون الأسود».

الفطر الأسود من أسوأ أنواع الفطريات 

وتابع: «الفطر الأسود هو من أسوأ أنواع فطريات الأنف والجيوب الانفية فهو نوع متغلغل يتسبب في تجلطات الأوعية الدموية وبالتالي غرغرينا بالأنسجة وتحول الجلد أو العظام أو الغشاء المخاطي أو الأعضاء إلى اللون الأسود مع الرائحة الكريهة جدا التي يشعر بها المخالطون للمريض وليس المريض نفسه، وهو يصيب عادة مرضى تدهور ونقص المناعة الشديدة (immunocompromised) نتيجة مرض السكر الشديد الغير منضبط أو الفشل الكلوي المتقدم أو الاورام الخبيثة المتاخرة او نتيجة تعاطي عقاقير الكورتيزون بكثافة او بدون اشراف طبي أو مثبطات المناعة بكثرة.

الحرارة أول أعراض الفطر 

وأضاف: «عادة ما تبدأ أعراض المرض بالحرارة وألم الأنف والعين والصداع الشديد ثم انسداد جهة واحدة من الأنف مع رائحة كريهة جدا بالأنف يلاحظها المحيطون وليس المريض، وللأسف إذا لم يتم التعامل مع المرض مبكرا فقد يمتد الفطر الأسود إلى العين بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى فقدان النظر أو إلى المخ مما يؤثر علي درجة الوعي وحركة الجسم وقد يمتد إلى جلد الوجه مما يتسبب في تلونه إلى الأسود وسقوطه وقد يمتد إلى الفك العلوي والأسنان مما يتسبب في سقوطها».

منظار الجيوب الأنفية 

وتابع: «في بداية المرض يتم تشخيص هذه الحالات باستخدام منظار الجيوب الأنفية الضوئي للكشف عن الأجزاء السوداء بالأنف ويتم اللجوء إلى الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار الفطر الأسود، ويشترك في علاج مرضي الفطر الأسود مجموعة من التخصصات تشمل أطباء المناعة والأنف والجيوب الأنفية والعيون وجراحة المخ والأعصاب والباطنية وآخرين».

استعادة وتحسين المناعة 

وقال: «كما يعتمد علاج الفطر الأسود أساسا على سرعة استعادة وتحسين المناعة أولا بعلاج المسببات مع تعاطي عقاقير ضد الفطريات بالوريد تحت رعاية طبية دقيقة وموضعية بالأنف في محاولة لتحديد انتشاره، وبعد ذلك يمكن استئصال كل مكان الغرغرينا السوداء المصابة بالفطر بالأنف والجيوب الأنفية وما حولها، واحتمالات إصابة مرضى الكورونا بالفطر الأسود محدودة جدا، ويعتقد أن أسباب حدوث مرض الفطر الأسود في مرضى الكورونا نتيجة تأثير المرض نفسه على المناعة مباشرة أو نتيجة حدوث فشل كلوي نتيجة الكورونا أو نتيجة استخدام الأدوية المثبطة للمناعة بكثرة والكورتيزون بكثرة كعلاج وهذا يحتمل حدوثه في مرضى الكورونا في الحالات المتقدمة فقط».

تطعيم المواطنين 

وتابع: «البلاد التى نجحت في تطعيم نسبة كبيرة من مواطنيها يقل فيها ظهور مثل هذه المضاعفات الخطيرة لمرض الكورونا، والمعلوم أن التطعيم قد لا يمنع العدوى تماما لكل الناس ولكنه أثبت فعاليته بالفعل فى عدم تطور المرض إلى مراحل متقدمة و ظهور مثل هذه المضاعفات الخطيرة وبالتالي نجح في انخفاض نسبة الوفيات بدرجة ملحوظة».