فنون إبداعية وقصص ثقافية وقيَم مجتمعية من «مانجا العربية»
لقصص المانجا اليابانية جمهور ضخم من الشباب العربي المتابع لكل جديد فيها، يعرف أسماء الأبطال والشخصيات الخارقة، ويتابع كل التفاصيل بنهم وشغف. ولكن تلك القصص تأتي من مجتمع مختلف بقصص ورموز وموضوعات بعيدة القارئ العربي، ومن هنا تأتي أهمية إطلاق نسخة عربية من المانجا، تجمع بين الفن الساحر المحبوب وبين المحتوى العربي، وهو ما أعلنته المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام أمس.
تعرف «المجموعة السعودية» تحديات الإعلام في العصر الحديث، وأهمية أن يكون نابعاً من قلب الثقافة المحلية، ويعد الإصدار الجديد خطوة مهمة نحو الهدف الذي تسعى له وهو: «تمكين الأجيال العربية وتحفيز خيالها وإبداعاتها»، وتفعل ذلك عبر تطوير محتوى خاص يليق بالمجتمع وبالشباب العربي. يشير البيان إلى أن محتوى «المانجا العربية» سيكون «هادفاً وآمناً وموثوقاً»، وهي ضمانات مهمة في مجال الترفيه العالمي المفتوحة أبوابه على مصراعيها.
غير أن الطموح لن يقف عند ذلك، بل يطمح مطورو «المانجا العربية» لترجمة محتوى مستوح من أعمال عالمية أنتجت في اليابان، مع الحرص على أن تكون «مناسبة ومتاحة لكافة أفراد الأسرة العربية، وجذابة ومشوقة لمختلف الفئات العمرية».
– تنمية شغف القراءة
من الأهداف الأساسية للإصدارات الجديدة، حسب بيان المجموعة، «تعويض شُح المحتوى الإبداعي الهادف؛ وتقديم مادة مميزة تُمَكن الأجيال وتشجعهم وتنمي شغف القراءة لدى الجيل الناشئ، مع التركيز على القيم والمبادئ التي تتسم بها مجتمعاتنا في السعودية والعالم العربي».
وقدمت جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، مشروع «المانجا العربية»، قائلة: «تُطلق المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (مانجا العربية) اليوم لتفتح آفاقاً جديدة من التمكين والتحفيز الفكري والثقافي والإبداعي أمام الأجيال السعودية والعربية، وتُسهم في صياغة المستقبل وصناعته. ويُشكل انطلاق (مانجا العربية) خطوة طموحة تُقدم بُعداً جديداً للمحتوى السعودي والعربي، وتوفر قاعدة اقتصادية نشطة ذات أثر إيجابي في المجتمعات العربية عموماً وكافة أطياف المجتمع السعودي خصوصاً؛ وذلك من خلال توفير فرص عمل واستقطاب كفاءات واعدة وتصدير إبداعاتنا السعودية والعربية إلى العالم بأسره».
والآن للتفاصيل… مشروع «مانجا العربية» سيتضمن إطلاق مجلتين باللغة العربية، بحسب البيان الصحافي، إحداهما: «مانجا العربية للصغار»، المعنية بصناعة محتوى مناسب للأعمار ما بين 10 إلى 15 عاماً، والثانية: «مانجا العربية»، المختصة بصناعة المحتوى للفئات العمرية الأكبر من 15 عاماً. كل نسخة ستوفر المحتوى المناسب لجمهورها المتوقع، و«ستتاح المجلتان مجاناً بنسخ مطبوعة شهرية وأخرى إلكترونية أسبوعية؛ عبر تطبيق رقمي خاص لكلٍ منهما، لتوفير تجربة ممتعة وآمنة، وتقديم محتوى راقٍ بلغة عربية بسيطة مطعمة ببعض الكلمات السعودية». وسيبدأ المشروع بإطلاق مجلة «مانجا العربية» للصغار، ومن المتوقع أن تشهد مجلة الصغار إقبالاً كبيراً، إذ تشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان المملكة العربية السعودية من الفئة العمرية الأقل من 15 سنة يصل إلى نحو 8.5 ملايين نسمة.
– حول الهوية والمحتوى
نتوجه ببعض الأسئلة لرئيس تحرير «مانجا العربية» الدكتور عصام بخاري، حول الإصدارات الجديدة. بداية يجيبنا عن سؤال عن تمييز «المانجا العربية» عن اليابانية من حيث وضع هوية خاصة لها، مع الأخذ بالاعتبار التأثير الكبير لفن المانجا الياباني برسومه وقصصه. يقول: «الخطة أن تكون لنا هويتنا الخاصة المستلهمة من أبطالنا وقصصنا وثقافتنا وبأيدي مبدعينا». يرى بخاري أن مشروع «مانجا العربية» يمثل «ثورة في قطاع الصناعة الإبداعية الترفيهية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي».
يؤكد دكتور بخاري على أهمية تطوير المحتوى العربي المختلف «بفكر وشخصيات محلية، وبأيدي مبدعين سعوديين وعرب، وابتكار شخصيات تروي قصصاً محلية ذات قيم مجتمعية منبثقة من وحي الثقافة العربية؛ نطمح إلى وصولها إلى العالمية».
من هم صناع المحتوى السعودي – العربي؟ يجيبنا الدكتور بخاري قائلاً: «فريق من المبدعين والمواهب، وعدد منهم تلقى برامج تدريبية في اليابان ولدى شركات عالمية، وسنحرص على الاستثمار فيهم لأننا نراهن عليهم ونؤمن بقدراتهم». في جملة واحدة ألقى الدكتور بخاري الضوء على عملية تحضير وإعداد واسعة لضمان خروج الإصدارات الجديدة بمستوى لائق.
لا يعطينا الدكتور بخاري الكثير من التفاصيل، وهو أمر طبيعي لضمان المفاجأة، الانتظار هو مفتاح الإجابة إذن. لكنه يقول لنا عن التساؤل عن الشخصيات والقصص التي ستحمل أبطال المانجا العربية للجمهور السعودي، «نعم ستكون هنالك شخصيات خارقة وقصص مانجا من مجالات مختلفة».
تحمل إجابات دكتور بخاري الثقة في فريق صناع المحتوى للمجلة، ولا يرى صعوبة في التزاوج بين المحتوى العربي وأسلوب الرسومات اليابانية، «لن يجد مبدعونا في هذه مشكلة، حيث إن هنالك تجارب سابقة لإدخال شخصيات بيئات وقصص عربية في رسوم متحركة وألعاب فيديو، وفريق (مانجا العربية) سيبرهن بإذن الله على نجاحاتهم».
ويندرج إطلاق «مانجا العربية» في سياق استراتيجية التحول الرقمي والتوسع والنمو التي أعلنت عنها المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، خلال شهر يوليو (تموز) الفائت، والتي تعتمد على خمس ركائز أساسية للأعمال، تتمحور حول القراء والعملاء وشركاء الأعمال، وتهدف – في جزءٍ محددٍ وخاص منها – إلى اقتناص الفرص السانحة من حيث إقامة الشراكات العالمية، والاستثمار في الشركات الإعلامية الناشئة، ودعم الأفكار الجديدة المسانِدة للتميز والابتكار والتطوير؛ مما يُسهم في تعزيز مكانة المجموعة وتقدمها وريادتها وحضورها الإعلامي، على كافة الصعد والمستويات.