استشاريون: نعتمد «الزراعة المميكنة» للحفاظ على الأرض.. و«الري والتسميد» بخبرات مصرية – مصر



أكثر من 700 ألف فدان على امتداد محور «روض الفرج – الضبعة» الجديد، وبالقرب من مطارى سفنكس وبرج العرب وميناءى الدخيلة والإسكندرية، باتت سبيلاً لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج الزراعى وبوابة مصر لتصدير أنواع شتى من المحاصيل.. عمال ومهندسون منتشرون فى أرجائها يعمّرون كل شبر بعناية بالغة يطبقون أساليب متطورة وفقاً لأحدث ما توصل إليه العلم فى الزراعة والرى والتسميد يتابعون إنتاجهم أولاً بأول، خوفاً عليه من آفة تصيبه.

وقال سعيد الشبراوى، أستاذ أمراض النبات واستشارى مشروع مستقبل مصر، إن محاصيل المشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى، تختلف فى جودتها وحجم إنتاجها عن المحاصيل نفسها المزروعة فى الدلتا والوادى، حيث يعتمد القائمون على المشروع على أسلوب علمى متطور وفقاً لأحدث ما توصل إليه العلم فى الزراعة، ويتم استخدام الزراعة المميكنة لعدم وجود إهدار أو فاقد فى مساحة الأرض، وبالتالى يتم الحصول على كمية إنتاج أكبر وإنتاج عالى الجودة.

«الشبراوي»: نواجه أمراض النبات بطرق علمية متطورة ونلجأ لحلول متنوعة لمواجهة التغير المناخي

وأضاف «الشبراوى»، لـ«الوطن»، أنه نظراً لطبيعة المنطقة الصحراوية القائم عليها المشروع، يلجأ الاستشاريون إلى حلول متنوعة لمواجهة التغير المناخى، بالنسبة لمحصول الذرة على سبيل المثال يتم تبكير موعد الزراعة، وإدخال عنصر البوتاسيوم لمساعدة النبات على مقاومة الإجهاد الحرارى فى حرارة الصحراء، مشيراً إلى أن المشروع القومى أو كما يعرف بـ«الدلتا الجديدة» بدأت بشائره تظهر إلى الوجود بمحاصيل يستفيد منها المواطنون، ويجرى العمل فيه على مدى الساعة، ويسابق العاملون فيه الزمن لتحقيق الحلم، بعيداً عن مشكلات التكدس والازدحام فى الدلتا القديمة، حيث تمت دراسة الأرض جيداً من قبل للوقوف على صلاحية الأراضى ومحتوى التربة للعناصر المختلفة، وللتأكد من وجود طبقات صخرية فى الأراضى أم لا، وتبين بعد الفحص صلاحية الأرض للزراعة. وأوضح استشارى المشروع أن المساحات المزروعة تتم فيها مواجهة أمراض النبات بطرق علمية متطورة، أولها تجنب استخدام المبيدات الضارة وتفادى حدوث الأمراض الزراعية بداية من المكافحة المبكرة قبل ظهور الإصابة ومراقبة أى مشاكل متوقعة أثناء الزراعة أولاً بأول، المرحلة الأولى فى الزراعة «إذا بدأنا صح وتمت مراقبة أى مشاكل قد تحدث يساعد ذلك فى الحصول على أعلى جودة وإنتاج للمحصول»، إلى جانب مقاومة أمراض النبات يتم اعتماد آلية معينة لتغذية النباتات، من حيث التحكم فى الأسمدة المستخدمة وتغذية النباتات لتحقيق أعلى إنتاج من الأراضى المزروعة. وأكد المهندس عبدالهادى محمد، استشارى أنظمة الرى والآبار، لـ«الوطن»، أن التقنية المستخدمة فى رى المساحات المزروعة بالمشروع هى تقنية الرى بالرش الحديث، وهو المتحرك أو pivot، وهو نظام يساعد على توفير المياه ولا يحتاج عمالة كثيرة، وبه توفير للمياه بنسبة كبيرة، حيث يساعد على التحكم فى نسبة المياه ورطوبة الأرض بالتحكم فى سرعة تحرك آلة الرش نفسها، علماً أننا نحتاج كمية مياه أكبر فى بداية عملية الزراعة.

«عبدالهادي»: نستخدم نظام الري بالرش بدلاً من «الغمر»

وأوضح «عبدالهادى» أن «مميزات نظام الرى بالرش الحديث عديدة عن الرى بالغمر القديم الذى يستهلك كمية مياه أكثر 4 أضعاف، على الرغم من أن الرى بالرش يعمل بنفس الكفاءة ويقدم نفس احتياجات النبات، ونعتمد على المخزون الجوفى للمياه بآلية معينة تتناسب مع طبيعة الرمال فى المنطقة، ويشرف على ذلك 40 فريقاً متخصصاً فى الآبار بالمشروع القومى، مع مراعاة المسافة البينية بين خزانات الآبار، وهى الأيوسين والمايوسين والمغرة وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون».

ويسهم مشروع «مستقبل مصر» فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وآلاف فرص العمل، والموقع المتميز للمشروع جعله مقصداً زراعياً للمستثمرين والمزارعين، حيث إنه مربوط بمحور الضبعة، وشبكة الطرق الإقليمية، وهذا يسهل من مهمة نفاذ منتجات المشروع للسوق المحلية، إلى جانب سهولة توصيل تلك المنتجات للأسواق الخارجية، لقربه من ميناء الإسكندرية ومطار غرب القاهرة، وهذا يضيف قيمة مضافة لهذه المنتجات.