دعاء الرزق وسد الدين.. وصية الرسول لو كانت ديونك «مثل جبل أحد» – مصر
يلجأ العبد المؤمن بالدعاء إلى الله في كل أحواله لاسيما إذا مر بضائقة مادية أو نفسية، بهدف تفريج الكرب، ويسلط التقرير التالي الضوء على موضوع دعاء الرزق وسد الدين، من خلال بعض الوصايا التي أوردتها دار الإفتاء لتوسعة الرزق، وبعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ووصاياه لأصحابه، حيث قالت الدار إن هناك أشياء وصفها لنا الله عز وجل، وبيَّنها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، في توسعة الرزق وسد الدين، وذلك بعد الأخذ بالأسباب والسعي في الأرض.
صيغة دعاء الرزق وسد الدين
وبخصوص دعاء الرزق وسد الدين فذكرت دار الإفتاء عدة وصايا لتوسعة الرزق منها:
1- تقوى الله والخوف منه، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3].
2- صلة الرحم، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» أخرجه البخاري في “صحيحه”.
3- كثرة الاستغفار، قال الله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12].
4- كثرة الدعاء، وهو موضوع تقريرنا عن دعاء الرزق وسد الدين، فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في “سننه”، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصية الرسول بشأن دعاء الرزق وسد الدين
وفيما يتعلق بموضوع دعاء الرزق وسد الدين فقد ورد دعاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه « اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ».
واستكمالا للحديث عن دعاء الرزق وسد الدين، فعن أنس ابن مالك قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمعاذٍ ألا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك قُلْ يا معاذُ اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك.
دعاء الجوع والحاجة
وبعد استعراض دعاء الرزق وسد الدين، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء الجوع والحاجة، فعن أبي هُرَيْرةَ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ : اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الجوعِ ، فإنَّهُ بئسَ الضَّجيعُ ، وأعوذُ بِكَ منَ الخيانةِ ، فإنَّها بئستِ البِطانةُ.
وجاء في شرح الحديث أن الدعاء مِن أعظمِ أسباب تفرِيجِ الكُروبِ والشَّدائدِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرَةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه كانَ مِن دُعاءِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أعوذُ بكَ مِن الجوعِ، أي ألجأُ وألوذُ وأعتِصمُ بكَ مِن خُلوِّ البَطنِ، و”الجوعُ”: ألَمٌ يحصُلُ عندَ خُلوِّ المعِدةِ مِن الطَّعامِ ويُؤدِّي أحيانًا إلى المرضِ وأحيانًا أُخرى إلى الموتِ؛ “فإنَّه بِئسَ الضَّجِيعُ”، أي: فإنَّ الجائعِ يُلازِمُ الفِراشَ فيمنَعُ صاحِبَه مِن القيامِ بأمورِ دُنياهُ وعِباداتِه، وهوَ مِن أقبحِ الأسبابِ التي يَلزمُ الإنسانُ الفِراشَ بها.